ليبيا الان

المشير حفتر يدعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

في خطوة جديدة لتعزيز الحوار السياسي وتحقيق الاستقرار في ليبيا، اجتمع القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، مع القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السيدة ستيفاني خوري، في مقر القيادة العامة بمدينة بنغازي. حمل اللقاء أبعادًا دبلوماسية مهمة، حيث تمحور حول إعادة الزخم للعملية السياسية وتوحيد المؤسسات الوطنية.

خلال الاجتماع، أكّد المشير حفتر دعم القيادة العامة الكامل لجهود الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الاستقرار الدائم في ليبيا لن يتحقق إلا من خلال مسار سياسي شامل يضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار. حفتر، الذي يمثل إحدى أبرز القوى المؤثرة في الساحة الليبية، أبدى التزامه بتوفير بيئة آمنة تُمكّن الليبيين من التوجه إلى صناديق الاقتراع واختيار قياداتهم بحرية وديمقراطية.

على الجانب الآخر، شددت خوري على ضرورة الدفع بالعملية السياسية قُدمًا وفق خارطة طريق تتضمن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وأشارت إلى أن نجاح العملية يعتمد على ضمان مشاركة كافة الأطراف الوطنية وتعزيز الثقة بين المؤسسات. وأضافت أن قرار مجلس الأمن رقم 2755 (2024) يشكل أساسًا متينًا للانتقال نحو بناء دولة موحدة قادرة على تلبية تطلعات مواطنيها.

من بين القضايا التي طُرحت في الاجتماع، كانت مسألة الميزانية الموحدة التي طالبت بها البعثة الأممية. وأكدت خوري أن وجود ميزانية موحدة سيساهم في الحد من هدر المال العام وضبط الإنفاق، ما يُعد خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. في السياق نفسه، أبدى حفتر تفهّمه لهذه المطالب، معتبرًا أن غياب التوافق المالي يعمّق الانقسامات ويُعيق جهود الإصلاح.

يعكس اللقاء بين المشير حفتر وخوري تنامي القناعة الدولية بأن الجيش الوطني يلعب دورًا محوريًا في تحقيق التوازن السياسي. وبرغم الانتقادات الموجهة لحفتر من بعض الأطراف، إلا أن دبلوماسيته المتزنة وتعاونه مع الأمم المتحدة يعكسان رغبة حقيقية في إنهاء الانقسام.

تدرك بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن الوصول إلى توافق وطني لن يكون سهلًا، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والتحديات الأمنية. ومع ذلك، فإن اللقاء مع حفتر يُبرز الفرص الممكنة، خصوصًا إذا ما تم الالتزام بمبادئ الحوار وتغليب المصلحة الوطنية.

يمكن اعتبار الاجتماع خطوة نحو وضع خارطة طريق تتجاوز حالة الجمود السياسي. ومع تصاعد التوترات بين الأطراف المختلفة، يشكل الالتزام بالمسار السياسي السبيل الوحيد لتجنب الفوضى.

يدرك المشير حفتر أهمية التوازن بين العمل السياسي والدور الأمني للجيش الوطني. ورغم تأكيده على دعم الحلول السياسية، فإنه يظل حازمًا في ضمان الأمن والاستقرار كركيزة أساسية لأي عملية سياسية.

يبدو أن لقاء حفتر وخوري يُمثل بداية جديدة لمسار سياسي قد يُعيد الأمل لليبيين، لكنه أيضًا يضع الجميع أمام مسؤوليات تاريخية لتحقيق السلام الدائم.

 

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24