ليبيا الان

هل الحل الليبي ممكن وسط التدخلات الدولية المعقدة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

بين ثنايا الأزمات السياسية والاقتصادية التي تضرب ليبيا، يبدو المشهد أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. حيث تتشابك المصالح المحلية والدولية في نسيج معقد من الانقسامات والخلافات، مما جعل البلاد تقف على شفا الهاوية لسنوات طويلة.

المحلل السياسي إدريس أحميد، في تصريحات صحفية رصدتها “أخبار ليبيا 24”حول الواقع الليبي ، وصف المشهد بأنه أشبه بسفينة تتلاطمها الأمواج في بحر عاصف، دون بوصلة توجهها إلى بر الأمان. ويرى أحميد أن الأزمة السياسية التي تضرب البلاد ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات من سنوات الانقسام والمراحل الانتقالية التي لم تؤتِ أكلها.

“غياب الوعي لدى الأطراف الليبية بالمخاطر المحدقة بالبلاد أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق”، يقول أحميد، مؤكدًا أن العملية السياسية لا تزال غير ناضجة، حيث تُعتبر تجربة الانتخابات في ليبيا جديدة وغير مكتملة.

أحد أبرز المعوقات التي تواجه ليبيا، بحسب أحميد، هي التدخلات الدولية التي وصفها بأنها “تزيد الطين بلة”. وأوضح أن المجتمع الدولي رغم مشاركته المكثفة في الملف الليبي لم ينجح في تقديم دعم ملموس يقود إلى الاستقرار.

“التدخلات الدولية ليست مجرد مبادرات دبلوماسية”، يقول أحميد، “بل هي جزء من صراع عالمي أوسع، تتنافس فيه القوى الكبرى على النفوذ والمصالح في ليبيا، مما يجعل الحل أكثر تعقيدًا”.

أحد أكثر المواضيع التي أثارت الجدل مؤخرًا هو الحديث عن تشكيل حكومة جديدة. ويرى أحميد أن هذه الخطوة، رغم ضرورتها، تواجه عقبات كبرى. “الاعتراف الدولي هو مفتاح نجاح أي حكومة”، يقول أحميد. ويضيف: “بدون دعم دولي، ستلقى أي حكومة جديدة مصير سابقاتها”.

يرى أحميد أن الخلافات داخل المجلس الأعلى للدولة، والتي تبرز بشكل واضح في مسألة رئاسته، تُعد من أكبر العوائق أمام تحقيق تقدم في المشهد السياسي. “الانقسام الداخلي يعكس حالة التشظي التي يعاني منها المجتمع الليبي بأسره”، يقول أحميد.

ويشير إلى أن هذه الخلافات ليست فقط خلافات سياسية، بل هي تجسيد لصراعات أعمق مرتبطة بهوية البلاد ومستقبلها.

في ختام حديثه، أشار أحميد إلى أن “الحل في ليبيا لن يتحقق إلا إذا أدركت الأطراف الليبية أهمية التوحد وتجاوز المصالح الشخصية”. ودعا إلى مصالحة وطنية حقيقية تُبنى على أسس واضحة وشاملة.

“من يملك السلاح يملك القرار”، يقول أحميد، مؤكدًا أن التوافق العسكري يجب أن يسبق التوافق السياسي، داعيًا إلى توحيد المؤسسة العسكرية وإخراج القوات الأجنبية كخطوة أساسية لتحقيق الاستقرار.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24