مفاوضات سرية واتفاقيات مثيرة للجدل
كشفت مصادر مطلعة لشبكة CNN أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقشت مع مسؤولين من ليبيا ورواندا إمكانية ترحيل مهاجرين مقيمين في الولايات المتحدة ولديهم سجلات جنائية إلى هذين البلدين. يأتي ذلك كجزء من سياسة أوسع تهدف إلى تخفيف الضغط على نظام الهجرة الأمريكي، عبر إرسال طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين إلى دول بعيدة، بعضها يعاني من انتهاكات حقوقية خطيرة.
تصعيد في سياسة الترحيل
تمثل هذه الخطوة تصعيدًا كبيرًا في سياسة ترامب الصارمة تجاه الهجرة، والتي شملت سابقًا فرض حظر السفر على عدة دول وإبرام اتفاقيات مع دول في أمريكا اللاتينية مثل السلفادور. لكن الجديد هذه المرة هو استهداف دول إفريقية، مثل رواندا، التي سبق أن وقعت اتفاقية مماثلة مع المملكة المتحدة عام 2022، لكنها علقت لاحقًا بسبب اعتراضات قانونية.
ليبيا.. وجهة خطيرة للمهاجرين
تثير فكرة ترحيل المهاجرين إلى ليبيا مخاوف حقوقية، خاصة في ظل تقارير الأمم المتحدة التي توثق انتهاكات منهجية ضد المهاجرين هناك، بما في ذلك التعذيب والاتجار بالبشر. ورغم ذلك، بحث مسؤولون أمريكيون مع نظرائهم الليبيين إبرام اتفاقية “الدولة الثالثة الآمنة”، التي تسمح للولايات المتحدة بإرسال طالبي اللجوء الذين يتم اعتقالهم على الحدود مباشرة إلى ليبيا.
رواندا: دمج المرحلين بدل السجن
في المقابل، قد تكون رواندا وجهة أقل إثارة للجدل، حيث تناقش واشنطن معها اتفاقية لتستقبل مهاجرين غير شرعيين ممن قضوا عقوبات جنائية في الولايات المتحدة. وخلافًا للسلفادور، لن يتم سجن المرحلين في رواندا، بل سيتم دمجهم في المجتمع مع توفير دعم مالي ووظيفي. لكن التكلفة المتوقعة لهذه العملية مرتفعة، وقد تواجه اعتراضات قضائية.
تحديات قانونية وسياسية
من المرجح أن تواجه هذه الخطط معارضة قضائية، خاصة بعد أن أوقف قاضٍ فيدرالي مؤخرًا ترحيل مهاجرين إلى دول غير بلدانهم الأصلية دون إشعار مسبق. كما أن تاريخ ليبيا في انتهاكات حقوق الإنسان قد يجعل أي اتفاقية معها هدفًا لانتقادات دولية.
ردود فعل متباينة
صرح ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي، بأن بلاده تبحث بنشاط عن دول لاستقبال “بعض من أكثر البشر دناءة”، في إشارة إلى المهاجرين المجرمين. بينما وصف رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر اتفاقية مماثلة مع رواندا بأنها “خدعة”، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذه الخطط.
مستقبل غير واضح
رغم أن الإدارة الأمريكية تعمل على تسريع المفاوضات، إلا أن مصير هذه الاتفاقيات يبقى غير مؤكد، سواء بسبب العقبات القانونية أو رفض الدول الأخرى التعاون. وفي الوقت نفسه، يواصل المهاجرون في الولايات المتحدة مواجهة مستقبل غامض، بين ترحيل محتمل إلى دول غير مستقرة أو انتظار طويل في نظام لجوء مثقل بالمشكلات.