بنغازي، 18 مايو – وكالة أخبار ليبيا 24 –
أبدت نائب مقرر مجلس النواب، صباح جمعة، اليوم الأحد، تحفظها على أداء بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، معتبرة أن تدخلها لم يسهم في حلحلة الأزمة، بل زاد من تعقيدها، وسط اتهامات بالتردد وغياب المواقف الحاسمة.
وقالت جمعة في تصريحات خاصة لوكالة أخبار ليبيا 24 إن “الأداء الدولي في ملف ليبيا لا يخلو من التعقيدات”، مشيرة إلى أن “بعثة الأمم المتحدة للدعم لم تحقق التقدم المنتظر في الفترة الأخيرة، كان من المفترض أن تكون البعثة جسراً للسلام، لكنها للأسف لم تستطع أن تفرض حضوراً فعالاً يعزز الثقة بين الأطراف، بل ساهمت في تراكم الإحباطات بسبب التردد في اتخاذ مواقف واضحة”.
وأشارت إلى أن ما نحتاجه اليوم هو دور أكثر فاعلية وتفهما لحساسية المشهد الليبي، بعيدا عن المراوغات، يراعي تطلعات الشعب ويعزز خطوات الاستقرار.
وفي ما يخص دعم البعثة الأممية لمساعي مجلس النواب نحو تشكيل حكومة جديدة وإنهاء الانقسام السياسي، أكدت نائب مقرر مجلس النواب أن “نسعى جميعا إلى رؤية ليبيا موحدة وقوية لكن للأسف، لم نلمس حتى الآن من البعثة الأممية ذلك الدعم الحاسم أو التنسيق الحقيقي الذي يعكس التفهم العميق لحجم التحديات التي تواجهها ليبيا”.
وتابعت “المواقف الرسمية تبدو مترددة وغير واضحة، مما يترك تساؤلات حول جدية البعثة في تسهيل المسارات السياسية، نحن نأمل أن تتحول هذه المواقف إلى خطوات ملموسة تتوافق مع الإرادة الوطنية وترسم خارطة طريق واضحة لإنهاء الانقسام”.
وبسؤالها حول التطورات الأمنية في طرابلس العاصمة وتعامل البعثة مع استخدام القوة ضد المتظاهرين، قالت نائب مقرر البرلمان الليبي إن “الأحداث التي شهدتها طرابلس وتداعياتها تمثل اختبارا حقيقيا لمصداقية أي جهة دولية تسعى لدعم ليبيا في هذا السياق، نرى أن البعثة الأممية لم تقدم الموقف الصريح والحازم الذي كنا نتطلع إليه، وهو أمر يثير القلق ويعزز الشكوك حول موضوعية تعاملها مع الأطراف المختلفة”.
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن “الحياد ليس فقط موقفا، بل هو التزام واضح يتطلب الوقوف بحزم أمام أي انتهاك للحقوق أو استخدام مفرط للقوة، وهذا ما نأمل أن نراه بشكل أكبر في تحركات البعثة مستقبلاً”.
وأعلنت نائب مقرر مجلس النواب الليبي، صباح جمعة، اليوم الأحد ، أن مظاهرات شعبية ستنطلق يوم الجمعة القادمة في عدد من المدن الليبية، تعبيراً عن رفض استمرار وجود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، واحتجاجاً على ما وصفته بفشل البعثة في أداء دورها وتحقيق التقدم المنتظر في العملية السياسية.
وأكدت جمعة في تصريح خاص أن “تحركات الشارع تعكس حجم الاستياء الشعبي من أداء البعثة الأممية، التي باتت غير مرحّب بها من قبل فئات واسعة من الليبيين بسبب مواقفها المترددة وغير الواضحة”، على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أن هذه المظاهرات تأتي في إطار المطالبة بدور دولي أكثر فاعلية وشفافية، ينسجم مع تطلعات الشعب الليبي، ويحترم السيادة الوطنية.
