إنقاذ إنساني جديد قبالة ليبيا وسط تصاعد الهجرة غير النظامية
عملية بحرية آيسلندية تنقذ مئات المهاجرين في مضيق صقلية
في تطور جديد على صعيد ملف الهجرة غير النظامية، نفذت سفينة تابعة للقوات البحرية الآيسلندية عملية إنقاذ بحرية واسعة النطاق في مياه البحر المتوسط، حيث تمكنت من انتشال 318 مهاجرًا غير شرعي من جنسيات متعددة، وذلك خلال عبورهم مضيق صقلية باتجاه السواحل الأوروبية.
وقد جرت العملية في وقت مبكر من يوم السبت، عندما رصد خفر السواحل الآيسلندي قاربا مكتظا بالمهاجرين قرب المياه الإقليمية الليبية، فتم التدخل السريع وإنقاذ كافة الركاب. وأفادت السلطات بأن بين الناجين 14 قاصرا و13 امرأة، من بينهن خمس نساء حوامل نُقلن مباشرة إلى المستشفى فور وصول السفينة إلى ميناء بوزالو بجزيرة صقلية الإيطالية، في إجراء احترازي لضمان سلامتهن وسلامة الأجنّة.
وبالتوازي مع الجهود الإنسانية، بدأت الشرطة الإيطالية عملية تحقيق موسعة مع ثمانية رجال يحملون الجنسية التونسية، يُشتبه في ضلوعهم بعمليات تهريب البشر عبر البحر. وتخضع هوياتهم للمراجعة والتحقق في إطار الإجراءات القضائية المعمول بها.
وتأتي هذه الواقعة في سياق تصاعد موجات الهجرة غير النظامية انطلاقًا من السواحل الليبية، حيث تُعد ليبيا محطة عبور رئيسية نتيجة التدهور الأمني والمؤسساتي المستمر منذ سنوات. وتشير تقارير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن نحو مليون مهاجر قد دخلوا ليبيا في العقد الأخير، بينما تؤكد الأمم المتحدة أن البلاد استقبلت نحو 30 ألف مهاجر غير شرعي في غضون ستة أشهر فقط عام 2013، بمعدل شهري يناهز خمسة آلاف شخص.
هذا وتُجدد هذه الحوادث المأساوية الدعوات إلى تفعيل شراكات أمنية وتنموية بين دول شمال إفريقيا وأوروبا، من أجل معالجة جذور الهجرة ووقف استغلال المهاجرين من قبل شبكات التهريب المنظمة.