عبدالعزيز الزقم – ليبيا 24
صوت من قلب العاصفة
لم يعد الغضب محصورًا في المجالس أو المجموعات المغلقة. فقد تحوّل، من خلال استطلاع للرأي أجرته “ليبيا 24” عبر منصاتها، إلى عاصفة شعبية عارمة، كشفت هشاشة الوضع الاقتصادي وتآكل الثقة بالحكومة. لم يكن السؤال مجرد: “هل تمر ليبيا بأزمة اقتصادية جديدة؟”، بل جاء كصفارة إنذار حقيقية:
من المسؤول عن الجوع القادم؟
النتيجة؟
غضب جماهيري لا هوادة فيه، تحميل مباشر للمسؤولية لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وفريقه، وصرخات تكشف واقعًا اقتصاديًا ينهار تحت وطأة الفساد، وغياب الرؤية، والشعارات الفارغة.
أرقام الواقع لا تكذب.. لكن من يكذب على الواقع؟
في الوقت الذي يظهر فيه الدبيبة في مؤتمراته الصحفية ببدلات أنيقة، متحدثًا عن “الإنجازات”، يتداول الليبيون صور شاشات صرف العملات التي تُظهر تجاوز الدولار لحاجز 8 دنانير — وهو مؤشر لا يُخطئ.
أزمة متواصلة لا جديدة
ليست الأزمة الاقتصادية وليدة اللحظة، بل امتدادٌ لأزمة مزمنة، تفاقمت بفعل سياسات عشوائية، وانحياز واضح لمصالح فئات محددة على حساب الوطن بأسره.
المركزي يراقب.. والحكومة تتبختر
تغيّر محافظو المصرف المركزي وتبدّلت الوجوه، لكن الدولار استمر في التصاعد، والمواطن استمر في الانهيار. كتب أحد المعلقين على استطلاع “ليبيا 24“:
“المشكلة ليست في الدولار.. بل في منظومة منهارة يتحكم بها الفساد والنهب والجهل.”
جمهور القناة لم يُجامل، ولم يلجأ إلى المصطلحات الدبلوماسية، بل قالها بوضوح:
“الدبيبة وحكومته أكبر عملية نصب جماعي في تاريخ ليبيا.”
شهادات من نار.. جمهور “ليبيا 24” يتحدث
أبو صلاح:
“ليبيا ليست مقبلة على أزمة.. بل لم تخرج منها منذ 12 عامًا! والدبيبة زاد الطين بلّة.”
أبو سيرين:
“قال سوق موازية! هو فيه غيرها؟ العملة في جيب أسماء بالمصرف المركزي. نحن نشتري من السوق السوداء، وهم يضحكون علينا بـ«موازي»!”
عبدالسلام الشاهيني:
“تمر بأزمة؟ لا يا سيدي.. تمر بقطيع من السراق والمنافقين. الضنا حرام، وهمّا حرامية.”
من المسؤول؟ مربع الخراب الأسود
بصراحة غير معهودة، أشار المواطنون إلى من وصفوه بـ”مربع الخراب الأسود“:
وعلّق أحد المتابعين بمرارة:
“نعيش في دولة وهمية تُدار بالفساد، وتنهار بصمت.”
غة الأرقام لا ترحم: ارتطام قادم
الأسباب، حسب الجمهور:
“الدبيبة لا يدير حكومة، بل ماكينة لحرق العملة وشحن الغضب.”
الميزانية العامة: ثقب أسود
في بلد تبلغ موازنته التقديرية أكثر من 100 مليار دينار، لا يرى المواطن منها سوى التضخم والضيق.
“تُنفق الميزانية في الهواء، والمواطن لا يقطف منها سوى الديون”، بحسب أحد المعلقين.
الواقع يكشف:
متى تنفجر الفقاعة؟
الوضع أشبه بمنزلٍ متماسك ظاهريًا، متصدع في أعماقه. ويرى جمهور “ليبيا 24” أن الانهيار الاقتصادي أصبح مسألة وقت لا أكثر.
“وهم الدولة الريعية سقط. البترول وحده لا يصنع اقتصادًا، والدبيبة لا يعرف من الاقتصاد إلا مفاتيح التحويلات.”
الاحتكار الاقتصادي: نخبة تُفرّغ الدولة
لم يعد الاقتصاد حرًا ولا موجّهًا، بل محتكرًا، بحسب تعليقات المشاركين.
“الدولار، الاعتمادات، المشاريع، العقود.. كلها في قبضة مافيا مالية تدور في فلك الحكومة.”
أسماء تتكرر، مناقصات تتوزع، والفقراء يدفعون الثمن.
الصورة الكاملة: ليبيا ليست دولة بل شبكة مصالح
“نحن لا نعيش في دولة، بل في شركة فاشلة بإدارة لصوص محترفين.”
مؤسسات الدولة، بحسب الجمهور، تُدار كمزارع شخصية:
“هكذا تنهار الأمم، لا بالرصاص، بل بالصمت على السُرّاق.”
صوت الجمهور.. هل من يسمع؟
لم يكن استطلاع “ليبيا 24” مجرد تمرين ديمقراطي، بل كان صرخة ونداء تحذير من انفجار وشيك.
الجمهور لم يطلب المعجزات، بل فقط:
نحن في مرحلة ما بعد الأزمة
لم تعد الأزمة الاقتصادية احتمالًا، بل واقعًا يعيشه المواطن يوميًا. ووفقًا لجمهور “ليبيا 24″، فإن عبد الحميد الدبيبة وحكومته يتحمّلون كامل المسؤولية الأخلاقية، والسياسية، والمالية عمّا آلت إليه البلاد.
“نعيش فوق بحيرة من النفط، لكننا نحيا على بركة من النفاق والسرقة. ليبيا لم تقترب من الهاوية، بل سقطت فيها بالفعل.”
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا