طرابلس – ليبيا 24
ليبيا.. مأساة إنسانية تتفاقم: مرضى ضمور العضلات بين الموت البطيء والإهمال المنظم
تتصاعد الاحتجاجات للمرة الخامسة على التوالي مطالبة بالحق في العلاج والكرسي المناسب والكرامة، فيما ترتفع حصيلة الوفيات.
لم تكن الوقفات الاحتجاجية الـ17 التي خرج فيها مرضى ضمور العضلات وأسرهم في ليبيا على مدى خمس سنوات مجرد مسيرات عابرة، بل كانت صرخات استغاثة أخيرة لإنقاذ أرواح تتسرب يومياً أمام صمت السلطات الصحية والمسؤولة. أرقامٌ صادمة تُلخص المأساة: 157 حالة وفاة مسجلة منذ عام 2021، ومعاناة مستمرة لعشرات العائلات التي تواجه الموت البطيء دون أدنى مقومات للرعاية أو كرامة إنسانية.
كرسي المتحرك.. من أداة حرية إلى أداة تعذيب
في تطور يصفه نشطاء طبيون وقانونيون بـ”الجريمة داخل الجريمة”، كشفت تقارير صادرة عن “رابطة مرضى ضمور العضلات” في ليبيا عن قضية مأساوية جديدة تتمثل في توزيع كراسي متحركة كهربائية غير مناسبة للحالة الصحية للمرضى. وأفادت التقارير بأن هذه الكراسي، التي من المفترض أن تمثل شريان حياة وتنقل، تسببت في إعوجاج العمود الفقري لعدد من المرضى، مما يضاعف من معاناتهم الجسدية والنفسية.
وعلقت أحد المصادر الطبية، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، قائلة: “تسليم مريض بضمور العضلات كرسياً غير مطابق لمواصفاته الطبية ليس إهمالاً، بل هو إجراء خاطئ يتسبب في إعاقة مضاعفة. إنه انتهاك صارخ للبروتوكولات الطبية العالمية ولحقوق الإنسان الأساسية”.
مطالب أساسية ووعود مُجهضة
لا تقتصر معاناة المرضى على الكراسي غير الملائمة، بل تمتد إلى غياب شبه كامل لأبسط مقومات النظام الصحي الخاص بهم. وتتكرر مطالبهم التي لم تجد آذاناً صاغية منذ سنوات: إنشاء مركز وطني متخصص للتشخيص والعلاج، توفير الأدوية المنقذة للحياة والحقن الجينية، والإيفاد العاجل للخارج خاصة للأطفال، وصرف الإعانات المنزلية المتأخرة منذ عام 2018 والتي تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 47,400 دينار للفرد.
وفي بيان لها، اتهمت الرابطة “حكومة الوحدة الوطنية” بالإخلال بوعودها وتجاهل مطالب المرضى، مشيرة إلى أن “أرواح المواطنين ليست مجالاً للمجاملات أو للتجارب”، ومطالبةً بمحاسبة كل جهة تتسبب في إهدار حقوق هذه الفئة الضعيفة.
صمت دولي ومصير مجهول
وسط هذا المشهد، يبدو المستقبل قاتماً لمئات المرضى في ليبيا. تندرج قضيتهم ضمن إطار أوسع من الإهمال المؤسسي لحقوق ذوي الإعاقة، مما يضعهم أمام خيارين أحلاهما مر: الموت صمتاً، أو الخروج للاحتجاج تحت لهيب الشمس وهم يحملون أجساداً منهكة، على أمل أن تصل أصواتهم إلى من يملك قرار إنقاذهم قبل فوات الأوان.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا