تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من التوتر الأمني المتصاعد، عقب محاولة اغتيال فاشلة استهدفت القيادي الميداني معمر الضاوي، آمر الكتيبة 55 مشاة، في منطقة قرقوزة بورشفانة جنوب غرب المدينة، فجر الأحد، وسط استنفار واسع وتحركات عسكرية مكثفة لعربات مسلحة مجهزة بمضادات الطيران والأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وبحسب مصادر أمنية وشهود عيان، فإن مجموعة مسلحة هاجمت رتلًا تابعًا للكتيبة 55 في محاولة للوصول إلى مقر سكن الضاوي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة استمرت نحو نصف ساعة، وأسفرت عن مقتل 12 من المهاجمين دون تسجيل إصابات في صفوف الكتيبة.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من تقديم المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي كشفت خلالها عن خريطة طريق جديدة لحل الأزمة السياسية الممتدة منذ أكثر من 15 عامًا، ما أثار جدلاً واسعًا بين الأطراف الليبية المتنازعة.
ويُعد معمر الضاوي من أبرز الشخصيات العسكرية المثيرة للجدل في طرابلس، حيث شارك في عدة حروب منذ عام 2011، أبرزها عملية “فجر ليبيا” عام 2014، وحرب العاصمة عام 2019، إلى جانب مناوشات متفرقة في 2023.
وتلاحقه اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة، كما تربطه علاقات وثيقة بعدد من قادة المجموعات المسلحة، من بينهم عبدالرحمن ميلاد المعروف بـ”البيدجا”، الذي اغتيل العام الماضي في طرابلس، وكان مدرجًا على قوائم العقوبات الدولية بتهم تتعلق بتهريب البشر.
وتثير هذه الحادثة مخاوف من تجدد المواجهات المسلحة في العاصمة، خاصة في ظل الانقسام السياسي والمؤسساتي بين حكومتي الشرق والغرب، وتعدد التشكيلات العسكرية غير النظامية، ما يهدد بعودة طرابلس إلى مربع الفوضى الأمنية.