ليبيا الان

سبعون عامًا على العلاقات الليبية – الروسية

مصدر الخبر / قناة ليبيا 24

تحتفل ليبيا وروسيا هذا العام بمرور سبعين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهي مناسبة تؤكد عمق الروابط التاريخية والسياسية والاقتصادية التي جمعت الطرفين منذ اعتراف الاتحاد السوفيتي باستقلال ليبيا عام 1955. هذه العلاقات لم تقتصر على الجانب الرسمي فقط، بل اتسمت على الدوام بالتعاون الوثيق في مجالات الدفاع والطاقة والزراعة، لتظل روسيا أحد أبرز الحلفاء الدوليين لليبيا عبر العقود.
وفي هذا السياق، برزت في السنوات الأخيرة مؤشرات واضحة على اهتمام موسكو بتدعيم حضورها في ليبيا، ولا سيما في المنطقة الشرقية، حيث تتعامل روسيا مع مختلف الأطراف هناك وتعمل على تعزيز روابطها السياسية والاقتصادية والأمنية.

اهتمام متزايد بالشرق الليبي

يرى مراقبون أن الحضور الروسي في شرق ليبيا لم يعد مقتصرًا على الجانب الدبلوماسي، بل يمتد إلى ملفات استراتيجية أوسع. فموسكو أبدت نية لافتتاح قنصلية عامة في بنغازي، إلى جانب استمرار وجودها الدبلوماسي في طرابلس، في خطوة تعكس اهتمامها بالتواصل المباشر مع مكونات الشرق الليبي، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

كما أن روسيا تدرك أهمية الشرق الليبي بما يملكه من موارد طبيعية، وموقع جغرافي استراتيجي على البحر المتوسط، إلى جانب كونه مركزًا مؤثرًا في المعادلة السياسية والعسكرية الليبية. هذا الإدراك يفسر انفتاحها على قيادات المنطقة وتطوير مسارات تعاون جديدة، بما يعزز نفوذها ويجعلها لاعبًا رئيسيًا في مستقبل التسوية الليبية.

دعم القضايا الليبية عبر موسكو

أكد المحلل السياسي حسام الدين العبدلي في تصريحات رصدها ليبيا 24 أن روسيا لم يكن لها تاريخ استعماري في ليبيا أو المنطقة العربية، وهو ما جعلها تحظى بقبول شعبي ورسمي واسع، خصوصًا في الشرق الليبي الذي ينظر إليها باعتبارها شريكًا استراتيجيًا. وأوضح أن موسكو تمتلك أدوات ضغط وتأثير داخل مجلس الأمن تمكنها من لعب دور محوري في دعم الحلول السياسية التي تحفظ وحدة ليبيا، وهو ما يتوافق مع تطلعات الشارع الليبي في الشرق الذي يسعى إلى استقرار دائم.

أبعاد اقتصادية وزراعية

على المستوى الاقتصادي، يُنتظر أن يشكل التعاون الروسي – الليبي في الشرق قاعدة لانطلاق مشاريع استراتيجية، خاصة في مجالات الطاقة والزراعة. فقد طرح خبراء ضرورة التركيز على زراعة القمح ومشاريع الأمن الغذائي بدعم روسي، وهو ما يمكن أن يحول المنطقة الشرقية إلى قاعدة زراعية استراتيجية، تسهم في تخفيف الاعتماد على الواردات وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.

بعد سبعة عقود من العلاقات الثنائية، تثبت روسيا اليوم اهتمامًا متزايدًا بالانفتاح على الشرق الليبي، باعتباره بوابة استراتيجية على المتوسط وأحد مراكز الثقل السياسي والاقتصادي في البلاد. ومع استمرار الانقسام الداخلي، تبدو موسكو في موقع مؤهل للعب دور أكبر في صياغة مستقبل ليبيا، عبر تعزيز تعاونها مع الشرق الليبي، بما يرسخ حضورها كحليف استراتيجي ويدعم فرص الوصول إلى تسوية شاملة تعيد الاستقرار للبلاد.

يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

عن مصدر الخبر

قناة ليبيا 24

أضف تعليقـك

2 × 1 =