كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية عن اجتماع غير مسبوق جمع بين صدام حفتر، نجل القائد العام للجيش الليبي، وإبراهيم الدبيبة، ابن شقيق رئيس حكومة الوحدة الوطنية، في العاصمة الإيطالية روما، برعاية مباشرة من مسعد بولس، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاص إلى ليبيا.
وبحسب المجلة، فإن اللقاء الذي جرى بين الطرفين الليبيين جاء في إطار مساعٍ أمريكية لتوجيه “ضربة حاسمة وسريعة” للصراع الليبي، وفرض حل سياسي عاجل يُنهي حالة الانقسام بين الحكومتين المتنافستين في طرابلس وبنغازي.
ووفقًا لما نقلته مصادر دبلوماسية، فقد حدّد بولس خلال الاجتماع شروطًا واضحة لمشاركة أكبر للإدارة الأمريكية في المفاوضات الليبية، معتبرًا صدام حفتر وإبراهيم الدبيبة ممثلين فعليين للسلطتين المتنازعتين، في خطوة تعكس تغيرًا في أسلوب واشنطن تجاه الملف الليبي.
3 شروط
وكشف التقرير الفرنسي أن من أبرز شروط المبعوث الأميركي مسعد بولس لبدء تحرك دبلوماسي فاعل في ليبيا، هو التزام المشير خليفة حفتر بعدم التدخل في الصراع الدائر بين عبد الحميد الدبيبة والميليشيات المسلحة، خصوصًا في ظل مزاعم بتلقي بعض الأطراف دعمًا من الشرق خلال الهجوم على مقر اللواء 444. كما شمل الاتفاق بندًا يتعلق بتبادل المحتجزين بين الأطراف المتنازعة.
أما الشرط الثالث، والأكثر حساسية بالنسبة لواشنطن، فيتعلق بإدارة المؤسسة الوطنية للنفط، حيث تسعى الولايات المتحدة لضمان عودة شركاتها إلى الحقول الليبية، التي تُعد الأكبر في أفريقيا. ويُراهن بولس في هذا المسار على دعم إيطاليا وخبرتها لموازنة النفوذ الروسي والصيني المتزايد في المنطقة.
ويُعد هذا اللقاء الأول من نوعه منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويأتي في ظل تصاعد التوترات العسكرية حول العاصمة طرابلس، وسط تحذيرات من اندلاع مواجهات جديدة، بحسب تقارير أمنية ودبلوماسية إيطالية.