أكد الدكتور علي البرغثي، عضو اللجنة الاستشارية المنسحب وأستاذ العلاقات الدولية، أن إجراء انتخابات في ليبيا غير ممكن قبل معالجة ما وصفه بـ”اللغم الأمني” في العاصمة طرابلس.
وقال البرغثي، في مداخلة على قناة “المسار”، إن اللجنة التي تشكلت لأداء مهمة محددة أنجزت تقريرها الفني الاستشاري في الخامس من مايو الماضي، مشيدًا بالجهود التي بذلها أعضاؤها، ومعلنًا انسحابه من اللجنة بعد انتهاء مهمته التطوعية.
وأوضح أن استمرار الحديث عن اللجنة لم يعد مبررًا، داعيًا إلى الانتقال مباشرة للمرحلة التنفيذية، مشيرًا إلى أن خارطة الطريق الأممية الحالية ملك للبعثة الأممية، وأن التمسك باللجنة في هذه المرحلة قد يربك المشهد السياسي.
وبيّن البرغثي أن اللجنة قدمت أربعة مقترحات رئيسية، بينها ما يتعلق بالمسار التأسيسي، الذي اعتبره مخرجًا عمليًا للأزمة السياسية، لكنه شدد على أن أي مسار انتخابي يحتاج إلى معالجة شاملة للأوضاع الأمنية.
وأشار إلى أن أبرز العوامل التي تعرقل الانتخابات في ليبيا تتمثل في انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، والانقسام المجتمعي، ووجود قوى أجنبية على الأرض، معتبرًا أن هذه الظروف تجعل من المستحيل إجراء انتخابات نزيهة وآمنة.
وأضاف أن العاصمة طرابلس تعيش وضعًا هشًا، وأن أي صراع محتمل فيها سيكون سريع التمدد بسبب طبيعتها الجغرافية، محذرًا من الانزلاق إلى مواجهة عسكرية قد تكون عواقبها وخيمة.
وأكد البرغثي أن الجيش الوطني معني بحماية السلم الاجتماعي ومنع نشوب أي صراع داخلي، إلى جانب دوره في حماية حدود البلاد. وشدد على أن الأزمة في طرابلس تمثل القضية الجوهرية التي يجب معالجتها قبل أي خطوات سياسية.
وختم البرغثي بالإشارة إلى أن ليبيا مقبلة على مرحلة مفصلية في ظل تحولات إقليمية ودولية كبرى، داعيًا القوى الوطنية إلى تحمل مسؤولياتها في مواجهة هذه التحديات، والتعامل بجدية مع الأزمة الأمنية في العاصمة قبل التفكير في الانتخابات.
