أليبيا 24 – كشف الدكتور عماد عبد الله المسماري، الرئيس التنفيذي لهيئة اعتماد المؤسسات الصحية في ليبيا، النقاب عن خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في جودة الرعاية الصحية بالبلاد، مع التركيز على تعزيز أواصر التعاون الدولي، وتحديداً مع كل من الاتحاد الروسي وجمهورية بيلاروسيا.
جاءت هذه التصريحات في أعقاب سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية رفيعة المستوى بين الحكومة الليبية ومسؤولي البلدين، والتي هدفت إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي في شتى المجالات، على رأسها القطاع الصحي الذي يعد أولوية وطنية.
شراكات استراتيجية لبناء منظومة رقابية متطورة
وأوضح المسماري، في حديث خاص، أن الهيئة التي تُشرف مباشرة على معايير الجودة والسلامة في المنشآت الصحية العامة والخاصة، تتطلع إلى الاستفادة من الخبرات العميقة التي تتمتع بها الدولتان، خاصة في المجالات التكنولوجية والتشريعية المتعلقة برقابة الجودة.
وأضاف: “روسيا لديها تراث غني ومعترف به عالمياً في مجال تطوير الأنظمة الصحية والرقابية، وخاصة فيما يتعلق بأدوات القياس والمعايير المرجعية التي تُطبق في تقييم أداء المستشفيات والمصانع الدوائية. نحن نرى فرصة ذهبية للاستفادة من هذه الخبرة لبناء أساس متين لمنظومتنا الصحية المحلية”.
محاور التعاون: السلامة الطبية وتقييم المؤسسات
من أبرز محاور التعاون المستقبلية التي حددها المسماري، العمل على تطوير معايير السلامة داخل المؤسسات العلاجية، والتي تشمل بروتوكولات مكافحة العدوى، وسلامة المرضى، وجودة الأدوية والمستلزمات الطبية. كما سيركز التعاون على وضع “أدلة إرشادية” وأطر عمل واضحة يتم على أساسها منح الاعتمادات للمستشفيات والعيادات، مما يضمن تطبيق أعلى معايير الجودة.
وأشار إلى أن هيئته، وعلى الرغم من حداثة عهدها، تعمل بطاقم فني مؤهل وتبذل جهوداً حثيثة لتحقيق أهدافها في فترة زمنية قياسية، إلا أن ترسيخ ثقافة الجودة والالتزام بالمقاييس العالمية عملية تحتاج إلى وقت ودعم مستمر.
خطوات عملية ونتائج ملموسة للمواطن
ولم يقتصر حديث المسماري على الخطط المستقبلية، بل كشف عن أن تطبيقات أولية لنظام الجودة قد بدأت بالفعل في عدد من المستشفيات الحكومية، ولاقت تجاوباً كبيراً من قبل الإدارات المعنية، مما يمثل بارقة أمل في بدء تحسن ملموس في الخدمات المقدمة للمواطن الليبي.
واختتم المسماري تصريحاته بالتأكيد على أن الهدف النهائي من كل هذه الجهود هو واحد: “تقديم رعاية صحية أفضل وأكثر أماناً للمواطن الليبي، والمساهمة في إعادة بناء قطاع صحي يليق بثروات البلاد وتطلعات شعبها”، معرباً عن تفاؤله بأن تشهد الفترة المقبلة إعلان شراكات ومشاريع عملية تنقل التعاون من حيز التخطيط إلى حيز التنفيذ.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا