نشر موقع “العربي الجديد”، الممول من قطر، تقريرًا تحليليًا ينتقد فيه الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، معتبرًا أن الحياة في البلاد تُدار بمنطق القوة لا بمنطق المؤسسات، وسط تراجع واضح في قدرة المواطن على تقرير مصيره.
ووفقًا للتقرير، فإن سكان الشرق والجنوب الليبي يعيشون تحت سلطة عسكرية مطلقة يقودها المشير خليفة حفتر، حيث تضاءلت فرص المشاركة السياسية وتحولت السلطة إلى هيمنة فردية. وفي المقابل، لا يبدو أن الوضع في غرب ليبيا أفضل حالًا، إذ يواجه المواطنون هناك تحديات من قبيل انتشار المليشيات وفساد السلطة، ما يجعل الطاعة أمرًا مفروضًا في ظل غياب الحريات.
وأشار التقرير إلى أن الأصوات التي كانت تنتقد الانتهاكات، مثل السجون السرية والقتل خارج القانون، قد خفتت أو تم إسكاتها، في ظل مناخ سياسي مغلق ترفع فيه شعارات مكافحة الإرهاب والاستقرار، بينما يُحاصر المواطن بين خيارين: الولاء أو الصمت.
كما انتقد الموقع استخدام الاقتصاد كأداة لترسيخ النفوذ، خاصة في ما يتعلق بقطاعي النفط والغاز، معتبرًا أن مشاريع الإعمار التي يعلن عنها حفتر وأبناؤه لا تتجاوز كونها واجهات سياسية، فيما لا يصل إلى المواطن سوى القليل.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن الواقع الليبي يعكس بعدًا جديدًا من أبعاد الزيف السياسي، حيث تُعاد إنتاج الهيمنة بدلًا من تفكيكها، دون وجود محاولات جادة لمعالجة الأزمة أو حماية المواطن من تغوّل السلطة.