أكد أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي، عطية الفيتوري، أن مقترح تعويم الدينار الليبي غير قابل للتنفيذ في الظروف الاقتصادية الحالية، مشيرًا إلى وجود ثلاثة أسباب رئيسية تمنع تطبيق هذا النموذج النقدي في ليبيا.
وفي تصريح لوسائل إعلام محلية، قال الفيتوري ساخرًا:“أقول لمن يطالب بالتعويم، إنّ الدينار سيغرق لأنه لا يعرف السباحة.”
وأوضح أن التعويم النقدي يعني ترك سعر صرف العملة الأجنبية ليحدده العرض والطلب دون تدخل المصرف المركزي، وهو ما يتطلب تعدد مصادر الدولار كما هو الحال في الدول التي تعتمد على السياحة، التصدير، والتحويلات الخارجية.
وأضاف أن ليبيا تعتمد على مصدر واحد للدولار وهو المصرف المركزي، بينما يظل الطلب متعددًا، ما يجعل تطبيق التعويم غير منطقي في ظل غياب التوازن بين العرض والطلب.
وأشار الفيتوري إلى أن السبب الثاني يتمثل في غياب سوق آجل يتيح للموردين والمصدرين معرفة سعر الصرف المستقبلي، مما يمنعهم من التحوط ضد تقلبات الأسعار.
أما السبب الثالث، فهو استشراء الفساد المالي والإداري، مؤكدًا أن تعويم الدينار في ظل هذه الظروف سيجعل الأسعار خاضعة لـ”مزاج المركزي”، ويؤدي إلى فتح غير منتظم للاعتمادات، ما ينعكس سلبًا على التجار والمستهلكين، ويهدد استقرار الاقتصاد الوطني.
