في ظل المجاعة الكارثية التي يشهدها قطاع غزة، تشير دراسات علمية حديثة إلى أن آثار الجوع لا تتوقف عند حدود الألم اللحظي، بل تمتد إلى ما هو أعمق وأطول عمرًا — لتُغيّر تركيبة الجسم، وتُسجَّل في الجينات، وتنتقل إلى الأبناء.
🔬 الوراثة فوق الجينية
عندما يمر الإنسان بتجربة مجاعة، لا تتغير شهيته فقط، بل يتغير كيف تتصرف جيناته. يحدث ما يُعرف بـ”مثيلة الحمض النووي”، أي تعديلات كيميائية تُغلق أو تفتح الجينات حسب الحاجة. هذه التعديلات قد تُبرمج الجسم على تخزين الطاقة بشكل مبالغ فيه، أو تُصبح استجابته للضغط النفسي أكثر حدة — ثم تنتقل هذه الصفات للأبناء، رغم أنهم لم يعيشوا الجوع مباشرة.
🧠 أثر الجوع على الدماغ
الجوع في مراحل الحمل أو الطفولة المبكرة قد يُؤثر سلبًا على نمو الدماغ، ما ينعكس لاحقًا في مشاكل معرفية أو سلوكية.
📚 دروس من التاريخ
تجربة “شتاء الجوع الهولندي” خلال الحرب العالمية الثانية أظهرت أن أطفال الأمهات اللاتي عانين من الجوع أثناء الحمل، عانوا لاحقًا من أمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب، رغم نشأتهم في بيئات غذائية سليمة.
🐁 التجارب على الفئران
دراسة في جامعة سانت ماري عام 2017 أثبتت أن الفئران التي عاشت تجارب جوع متكررة طوّرت قدرة بيولوجية على التكيف مع المجاعة — وانتقل هذا التكيّف إلى ذريتها.
🔴 الرسالة الأهم:
المجاعة في غزة اليوم ليست مجرد كارثة إنسانية عابرة، بل تهديد بيولوجي طويل الأمد للأجيال القادمة. تجاهلها يعني أننا لا ندمر الحاضر فقط، بل نعبث بمستقبل من لم يولدوا بعد.
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا