تعتبر الأزمة الليبية من أبرز الأزمات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعاني البلاد منذ عام 2011 من انقسامات سياسية وصراعات مسلحة أضعفت مؤسساتها الوطنية، مما أوجد بيئة خصبة لتدخلات الدول الأجنبية التي تسعى لتحقيق مصالح متنوعة في ليبيا، تتراوح بين تأمين مصادر الطاقة إلى فرض الهيمنة السياسية والاقتصادية.
وفي هذا السياق، نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في مد جسور متينة مع الشرق الليبي، بعد زيارة رئيس مجلس النواب الليبي “عقيلة صالح” المفاجئة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعتبر بداية انفتاح من قبل “واشنطن” على معسكر الشرق الليبي، وكـ”استجابة” من قبل معسكر الشرق الليبي بزيارة عقيلة إلى واشنطن دون إعلان محاور الزيارة أو مضمونها أو أهدافها.
يأتي هذا بعد أن نجحت الجهود الأمريكية الدبلوماسية بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، بجمع الأطراف الليبية حول طاولة المفاوضات، وتعيين محافظ جديد للمصرف المركزي الليبي.
وتسعى الولايات المتحدة الامريكية التي باتت تخشى ضياع المزيد من نفوذها في القارة السمراء، لصالح التوغل الروسي في القارة، إلى بناء قاعدة عسكرية جنوب ليبيا لقواتها “أفريكوم”، بعد فقدانها قاعدة “أغاديز” وسط النيجر والمتخصصة في الطيران المسير الأميركي بحسب ما أفادت به صحيفة “ذي صنداي” البريطانية.
وفي السياق أشار مختصون في الشأن الليبي إلى أن تركيا وروسيا وعواصم أوروبية والولايات المتحدة الأمريكية تحاول الحفاظ على مصالحها بشتّى الوسائل المتاحة. لكن تضارب مصالحهم وأجنداتهم يؤدي إلى تفاقم الصراعات الداخلية في ليبيا، مما يعقد جهود تحقيق السلام والوصول لانتخابات تضمن تحقيق تطلعات الشعب الليبي.
وأضافوا أن المخاوف تتزايد هذه التدخلات الخارجية الأجنبية التي تتسبب في استدامة الأزمة، وتشكيل قوة عسكرية تخضع لإمرة مستشارين أجانب، الذي من شأنه أن يسهم في تأجيج الصراع بدلاً من حله. بل يفتح طرقًا لدول أخرى للتدخل بشكل عسكري في ليبيا، وبناء قاعدة على أراضيها.