ليبيا الان

تحذير: حلول ليبيا تلفيقية ومستقبلها رهينة للأطراف المسيطرة

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

صلاح البكوش: هل يستقيم الظل والعود أعوج؟

في حوار عميق حول المشهد الليبي المعقد، يطرح المحلل السياسي صلاح البكوش تساؤلات حيوية تلامس جوهر الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات. حينما يتحدث البكوش عن “توحيد المؤسسات”، لا يشير فقط إلى مسألة تنظيمية إدارية، بل يتجاوز ذلك ليطرح قضية أعمق بكثير: من سيقوم بتوحيد هذه المؤسسات، وكيف ستتم العملية في ظل حضور نفس الشخصيات التي قادت البلاد إلى حافة الهاوية.

في معرض حديثه، أشار البكوش إلى نقطة حساسة قد تكون في طليعة التساؤلات التي تواجه الشعب الليبي اليوم: كيف يمكن أن يُسند إصلاح المؤسسات إلى نفس الشخصيات التي أسهمت في تفاقم الوضع المأساوي الحالي؟ هؤلاء الأشخاص، الذين تولوا مناصب رفيعة، كانوا شاهدين على كل مرحلة من مراحل الفشل المتكررة التي مرت بها الحكومات الليبية المتعاقبة. يتساءل البكوش، هل يمكن أن نتوقع أن يأتي التغيير من داخل نفس المنظومة التي كرست هذا الانقسام؟ الإجابة، بالنسبة له، واضحة: التغيير الحقيقي لا يمكن أن يحدث إذا استمر الاعتماد على الوجوه التي ارتبطت بفشل الماضي.

يستعرض البكوش في تحليله مشهد تعاقب الحكومات في ليبيا منذ سقوط النظام السابق. يقول إن البلاد شهدت أكثر من 12 رئيس حكومة خلال الأعوام الأخيرة، وكل حكومة أتت كان مصيرها مماثلًا لسابقاتها: فشل في السيطرة على الوضع الداخلي وفشل في توحيد البلاد تحت مظلة حكومة واحدة. هذه الحكومات جاءت في ظل وجود مجلسي النواب والدولة، الذين لعبوا دورًا مركزيًا في تأزيم الوضع بدلًا من حله.

البكوش لا يتوقف عند تحليل الفشل السياسي فقط، بل يشير إلى العامل الاقتصادي بوصفه الحافز الأساسي لتحركات الأطراف السياسية في البلاد. يرى أن القصة الحقيقية التي تربط بين الفاعلين السياسيين والمليشيات ليست سوى “الفلوس” – المال هو العامل الذي يجعلهم يتوافقون على إبقاء الوضع على ما هو عليه. هذا التحليل يوضح أن الصراع في ليبيا لا يدور حول السلطة فقط، بل حول السيطرة على الثروات والمقدرات الاقتصادية، وهو ما يجعل هذه الأطراف غير راغبة في أي تغيير حقيقي.

فيما يتعلق بالمحاولات الدولية للتوسط بين الأطراف الليبية، يصف البكوش مساعي ستيفاني خوري بأنها لا تعدو كونها “حلولًا تلفيقية”. هذه الحلول، بحسب رأيه، لا تقدم أي حلول جذرية للأزمة، بل تكتفي بمحاولة تضميد الجروح السطحية دون معالجة العوامل العميقة التي أدت إلى هذا الانقسام. البكوش يرى أن التخلص من التشكيلات المسلحة والأطراف السياسية التي ترفض التنازل عن مناصبها هو الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة، مؤكدًا أن الحلول الانتقالية لم تحقق أي نتائج ملموسة على مدى السنوات الماضية.

من أهم القضايا التي يطرحها البكوش في تحليله هي مسألة الشرعية. يرى أن كل الأجسام الحالية، من حكومة إلى مجلس النواب ومجلس الدولة، تفتقد الشرعية الحقيقية. هذه الشرعية المفقودة هي ما أدى إلى اتفاقات هشة مثل اتفاق الصخيرات، الذي لم ينجح في توحيد البلاد أو إخراجها من أزمتها. هذه الهيئات لم تتمكن من السيطرة على كامل التراب الليبي، ولن تتمكن أي حكومة قادمة من تحقيق ذلك طالما استمرت المليشيات في فرض سيطرتها على مناطق مختلفة من البلاد.

البكوش يختتم تحليله بتوجيه دعوة واضحة: لا يمكن القبول بحلول انتقالية أو جزئية بعد الآن. التجربة الليبية في السنوات الماضية أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن استمرار نفس الوجوه والسياسات سيؤدي فقط إلى المزيد من التدهور. الحل الوحيد هو الخروج الكامل لكل الأطراف الحالية، وفتح المجال أمام وجوه جديدة قادرة على قيادة البلاد نحو المستقبل.

لكنه يتساءل في النهاية: هل سيتحقق هذا الحلم في ظل سيطرة المصالح الضيقة والمليشيات؟ وهل سيكون للشعب الليبي القدرة على فرض إرادته في مواجهة هذه القوى المسيطرة؟

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24