كوبري الصحابة: نقطة تحول في إعادة بناء درنة بعد الفيضانات

العنوان

تحت إشراف صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، يقترب مشروع كوبري الصحابة بمدينة درنة من إتمام مراحل اختبارات التحمل، ليكون أحد المشاريع الحيوية التي تعكس التزام الصندوق بإعادة بناء البنية التحتية للمدينة بعد كارثة الفيضانات المدمرة التي شهدتها المدينة في سبتمبر 2023.

وفي خطوة مهمة نحو تعزيز السلامة والتنقل في المنطقة، أجرت الشركة المنفذة للمشروع اختبارات دقيقة على الجسر لضمان قدرته على تحمل الأوزان والأحمال اليومية التي يتعرض لها في الحركة المرورية المنتظمة.

تم تحميل الجسر بحمولة تقدر بـ 420 طنًا، موزعة على 14 شاحنة كبيرة، وتمت مراقبة التفاعل والانحناءات باستخدام أجهزة استشعار متطورة على مدار 6 ساعات متواصلة.

وهذه الاختبارات تهدف إلى التأكد من استقرار الجسر وقدرته على تحمل ضغط المرور الكثيف في المستقبل.

أهمية المشروع بعد كارثة الفيضانات

بعد كارثة الفيضانات في سبتمبر 2023، التي أودت بحياة العديد من الأشخاص ودمرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية في درنة، كان من الضروري أن يتم اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة بناء وتحسين الطرق والجسور لضمان سلامة المواطنين وسهولة تنقلهم.

المدينة، التي كانت قد فقدت العديد من طرقها الرئيسية بسبب السيول والانهيارات الأرضية، بحاجة ماسة إلى بنية تحتية قوية وموثوقة لاستعادة الحياة الطبيعية وتحفيز الاقتصاد المحلي.

ويعد “كوبري الصحابة” واحدًا من المشاريع التي تم تنفيذها لتلبية هذه الحاجة الأساسية، فالجسر الجديد لن يعمل فقط على تسهيل حركة المرور اليومية، بل أيضًا سيقلل من مخاطر الفيضانات المستقبلية على الطرق في المنطقة، ويسهم في استعادة الاتصال بين الأحياء المختلفة في المدينة بشكل أسرع وأكثر أمانًا.

أهداف المشروع

مع تزايد الحركة في مدينة درنة، يعتبر الجسر الجديد جزءًا أساسيًا من تحسين سلامة المرور، حيث يوفر الجسر الآن مسارًا آمنًا للسيارات والشاحنات، مما يقلل من المخاطر الناجمة عن عدم الاستقرار في الطرق القديمة.

ويهدف المشروع إلى تقليل التأثيرات السلبية للفيضانات على حركة المرور، إذ من خلال التصميم الحديث واستخدام تقنيات البناء المتطورة، يمكن للجسر الصمود أمام الظروف الجوية القاسية التي قد تؤثر على المنطقة في المستقبل.

ويعد الجسر جزءًا من خطة شاملة لإعادة إعمار درنة، من خلال تحسين البنية التحتية، وسيكون المشروع قادرًا على تسهيل نقل البضائع والأشخاص، مما يعزز الأنشطة التجارية والاقتصادية في المدينة.

ومع استقرار الطرق والجسور، ستكون درنة أكثر قدرة على استقبال السياح والمستثمرين، مما يساهم في رفع مكانتها على المستوى المحلي والدولي.

دور صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا

تركز أهداف الصندوق على توفير البنية التحتية اللازمة لتعزيز استقرار المدينة، وقد كانت الاختبارات الأخيرة جزءًا من الخطوات الدقيقة التي تهدف إلى ضمان توافق المشروع مع أعلى معايير السلامة والجودة.

وفي هذا السياق، أكد المسؤولون في الصندوق على أهمية هذه المشاريع في تحقيق التنمية المستدامة وضمان استقرار حياة المواطنين في المناطق المتضررة.

ومع إتمام اختبارات التحمل، من المتوقع أن يبدأ الجسر في خدمة المارة خلال الأسابيع القليلة القادمة. وسيكون هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو استعادة الحياة الطبيعية في المدينة وتطوير شبكة الطرق التي هي شريان رئيسي للتنقل والإمدادات في المدينة.