في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية، أعلنت إدارة إنفاذ القانون التابعة للإدارة العامة للعمليات الأمنية عن تسليم دوريات حرس الحدود العاملين ضمن الغرفة الأمنية المشتركة بمزدة (60) مهاجرًا من جنسيات أفريقية مختلفة إلى مركز إيواء العسة. وجاءت هذه الخطوة بعد سلسلة من العمليات الميدانية المكثّفة التي استهدفت ضبط حركة الهجرة غير النظامية في المناطق الحدودية.
وفقًا لبيان رسمي صادر عن الإدارة، تمّ القبض على المهاجرين خلال تنفيذ الدوريات الميدانية بين منطقتي نسمة وسكريج، حيث تمّت مداهمة عدد من التمركزات غير الشرعية التي استخدمها المهاجرون كمخابئ مؤقتة. وأشار البيان إلى أن العملية تأتي تنفيذًا لتوجيهات النيابة العامة بشملة حماية الحدود وملاحقة المتورطين في شبكات تهريب البشر.
يأتي هذا الإجراء ضمن خطة أوسع لتعزيز الأمن في منطقة الجبل الغربي، والتي شهدت أواخر يناير الماضي إعلان وزارة الداخلية (بحكومة الدبيبة منتهية الولاية) عن إنشاء بوابات أمنية مفاجئة وغرفة عمليات مشتركة بين إدارات شرق الجبل وغربه وشماله ووسطه. وتهدف هذه الخطوة إلى تكثيف التنسيق بين الأجهزة الأمنية لضبط المطلوبين في قضايا جنائية، بالإضافة إلى الحدّ من الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
على الصعيد المحلي، رحّب سكان مزدة بالإجراءات الأمنية الجديدة، خاصةً في ظلّ تزايد التقارير عن نشاطات غير قانونية في المناطق الصحراوية النائية. من جهة أخرى، لم تصدر أيّ ردود فعل رسمية من منظمات حقوقية دولية بشأن مصير المهاجرين المُسلّمين، رغم تاريخ المنطقة في استقبال انتقادات حول ظروف مراكز الإيواء.
تُواصل السلطات تعزيز وجودها الأمني في المناطق الحدودية، إلا أن التحديات تبقى قائمة، لاسيما مع استمرار تدفق المهاجرين عبر الحدود الجنوبية وانتشار شبكات التهريب. وتؤكد وزارة الداخلية أن الغرفة الأمنية المشتركة ستكون نواةً لاستراتيجية طويلة الأمد لضمان الاستقرار، لكن نجاحها سيعتمد على توفير الدعم اللوجستي والقانوني الكافي.
