أعلنت وكالة الأنباء الإيطالية «نوفا» عن اكتشاف أثري وصفته بـ”الضخم والاستثنائي” في مدينة شحات الليبية، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وذلك في إطار عمل ميداني لفريق من علماء الآثار الإيطاليين.
ويُعد هذا الاكتشاف الأحدث ضمن سلسلة من خمس مقابر تم التنقيب عنها حتى الآن، حيث أذهلت التفاصيل المعمارية الدقيقة للواجهات المنحوتة في الصخر فريق التنقيب، في مشهد يُبرز طقوساً جنائزية متقدمة لعائلة أرستقراطية عريقة.
مقابر فاخرة ومقتنيات جنائزية نادرة
الموقع كشف عن توابيت ضخمة ومحاريب صخرية، إلى جانب جثامين لثلاثة بالغين وعدد من الأطفال، وسط مجموعة فاخرة من المقتنيات الجنائزية، شملت فخاراً محلياً وأتيكياً، وقوارير زيت، وأطباق زهور، ما يدل على المكانة الرفيعة للمدفونين.
رموز دينية وتماثيل يونانية
وضمن المحتويات أيضاً، تماثيل رخامية لرؤوس آلهة يونانية، مثل بيرسيفوني وديميتر، مصنوعة من رخام مستورد من باروس وناكسوس وأثينا، ما يعكس مزيجاً فريداً من التقاليد الدينية المحلية واليونانية القديمة.
تحليلات جينية وتاريخ متعدد الأجيال
رجحت مينوزي أن تعود المدافن إلى ثلاثة أجيال على الأقل من نفس العائلة، مؤكدة أن تحاليل الحمض النووي تُجرى حالياً بالتعاون مع عالم الأنثروبولوجيا ألفريدو كوبا، في مشروع علمي يرمي إلى رسم الخريطة الجينية الكاملة للموقع.
تيجان ذهبية ونخبة المجتمع القديم
ومن أبرز ما تم العثور عليه، تيجان ذهبية يرتديها بعض الذكور، مصنوعة من خرزات طينية مغطاة بورق الذهب وتطعيمات برونزية، ما يدل على انتمائهم لنخبة أرستقراطية متميزة، حيث احتوى أحد القبور على ستة أفراد، بينما ضم قبر آخر ثلاثة من عائلة واحدة.
ويؤكد هذا الاكتشاف على الأهمية الثقافية والتاريخية العميقة لمدينة شحات، باعتبارها نقطة التقاء حضارات ومركزاً للنفوذ الاجتماعي والديني في العصور القديمة.
الحمد لله على نعمة الإسلام