حذّر المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني من أن اندلاع أي نزاع مسلح في العاصمة طرابلس سيُشكل ضربة قاصمة للعملية السياسية التي تسعى الأمم المتحدة إلى إنجاحها في ليبيا، معتبرًا أن التصعيد الجاري يهدد بإعادة البلاد إلى مربع الفوضى والانقسام.
وفي تصريحات أدلى بها لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، قال الترهوني إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة يسعى إلى إلغاء المسار السياسي عبر افتعال حرب داخل العاصمة، أو فرض نفسه على طاولة الحوار من خلال الضغط العسكري واستبعاد خصومه السياسيين، مشيرًا إلى أن هذا التوجه بدأ باغتيال القيادي الأمني عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار.
تحشيد عسكري ومخاوف من موجة نزوح
وأضاف الترهوني أن العملية العسكرية التي يتم التحشيد لها في طرابلس ستؤدي إلى موجة نزوح واسعة بين الأهالي، وعمليات تشريد للمدنيين العالقين في مناطق الاشتباك، في ظل غياب أي ضمانات لحماية السكان أو تأمين المرافق الحيوية.
وأشار إلى أن العاصمة تعيش منذ أشهر على وقع هدنة هشة، تشرف عليها السلطات الأمنية والمجلس الرئاسي، لكنها مهددة بالانهيار في أي لحظة، خاصة مع تصاعد التوتر بين المجموعات المسلحة المتمركزة في المدينة.
قوات الردع ترفض شروط الدبيبة
وفي سياق متصل، أكد الترهوني أن قوات الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وهي واحدة من أبرز التشكيلات الأمنية في طرابلس، ترفض الاستجابة لمطالب الدبيبة، والتي تشمل:
- حل جهاز الردع بالكامل
- الإفراج عن سجناء من الإسلاميين المحتجزين في سجون الجهاز
- تسليم السيطرة الكاملة على مطار معيتيقة الدولي
وأوضح أن جهاز الردع يعتبر هذه المطالب تهديدًا مباشرًا لنفوذه الأمني، ويُنظر إليها كخطوة لإعادة تشكيل الخارطة العسكرية في العاصمة لصالح حكومة الدبيبة.