اخبار الرياضة

المتصهينون العرب: خيانة للأمة ودعم متواصل لإسرائيل

مصدر الخبر / اخبار ليبيا 24

المتصهينون العرب: دفاع عن الاحتلال وتضليل عن الواقع

في ظل الصراعات المستمرة التي تعصف بالمنطقة، تتصدر أصوات المتصهينين العرب المشهد الإعلامي بتصريحاتهم التي تحمل في طياتها الكثير من التضليل والانحياز العلني لإسرائيل على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. هؤلاء الذين يزعمون انتماءهم إلى الثقافة العربية والقومية، باتوا يقفون جنبًا إلى جنب مع العدو، متبنين الروايات التي تبرر انتهاكات إسرائيل وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني.

يتجلى هذا الموقف المتخاذل بشكل صارخ في تصريحات أحد المتصهينين العرب الذي زعم بأن اتفاقيات أوسلو والاتفاقيات الأخرى التي وقعت في التسعينيات قد حررت غزة ورام الله وأتاحت للفلسطينيين فرصة إقامة سلطتهم الذاتية. ولكنه يغفل عن ذكر الحقائق الصادمة التي تؤكد أن تلك الاتفاقيات لم تحقق التحرير الفعلي ولم تضع حدًا لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

ففي الواقع، استمرت إسرائيل في السيطرة على أجزاء من قطاع غزة، وأبقت على مستوطناتها في مناطق عدة. وعلى الرغم من انسحابها الأحادي من القطاع عام 2005، إلا أن هذا الانسحاب لم يكن نتيجة التزامها باتفاقيات السلام، بل كان خطوة للتخلص من العبء الأمني والاقتصادي الناجم عن إدارة قطاع مكتظ بالسكان وتحت تأثير الهجمات المستمرة من قبل حركات المقاومة الفلسطينية.

وقعت اتفاقية أوسلو عام 1993 وسط آمال كبيرة بأنها ستكون خطوة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ولكن، سرعان ما تحول هذا الأمل إلى خيبة أمل عميقة، حيث تبين أن إسرائيل استغلت الاتفاقية كوسيلة لتعزيز سيطرتها على الأرض الفلسطينية، بدلاً من تقديم تنازلات حقيقية. فمنذ توقيع الاتفاق، تضاعف عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية سبع مرات، حتى باتت المستوطنات الآن تحتل ما يقارب 40% من إجمالي مساحة الضفة الغربية.

في الوقت الذي يروج فيه المتصهينون العرب لروايات مغلوطة حول السلام والاستقرار المزعومين اللذين جلبتهما أوسلو، يغفلون عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون بحق الفلسطينيين. فبعد عام واحد فقط من توقيع اتفاقية أوسلو الأولى، ارتكب المستوطن اليميني المتطرف باروخ غولدشتاين مجزرة في الحرم الإبراهيمي، حيث أطلق النار على المصلين الفلسطينيين أثناء صلاة الفجر في شهر رمضان، ما أدى إلى استشهاد 29 شخصًا.

كانت هذه المجزرة بمثابة الشرارة التي أشعلت نار الغضب في الداخل الفلسطيني، وساهمت في تصعيد الهجمات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك، يستمر المتصهينون العرب في تجاهل هذه الحقائق، ويصرون على تحميل حركات المقاومة الإسلامية مسؤولية فشل عملية السلام.

أحد الجوانب الأكثر تجاهلاً من قبل المتصهينين هو التوسع الاستيطاني غير المسبوق الذي شهدته الضفة الغربية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو. فقد استمرت إسرائيل في بناء المستوطنات بشكل غير شرعي، وضاعفت عدد المستوطنين سبع مرات منذ عام 1993. اليوم، يعيش أكثر من 500 ألف مستوطن في الضفة الغربية، ويحتلون أراضٍ كان من المفترض أن تكون جزءًا من دولة فلسطينية مستقبلية.

تقرير حديث صادر عن منظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر 2023 أكد أن اتفاقيات أوسلو لم تعد لها قيمة تُذكر، حيث أجهضتها موجات متتالية من عمليات البناء الاستيطانية التي تستهدف ما تبقى للفلسطينيين من أرض. هذا التوسع الاستيطاني ليس فقط خرقًا للقانون الدولي، بل هو أيضًا محاولة إسرائيلية متعمدة لإجهاض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

ليس من الصحيح أيضًا الادعاء بأن حركات المقاومة الإسلامية وحدها هي التي رفضت اتفاقيات أوسلو. فبجانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي، كانت هناك عدة فصائل فلسطينية أخرى من مختلف التوجهات السياسية رفضت هذه الاتفاقيات. أبرز هذه الفصائل كانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وفتح الانتفاضة، التي انشقت عن حركة فتح الرئيسية بسبب معارضتها للاتفاقيات.

هذا التنوع في الرفض يعكس حجم الاستياء الفلسطيني من الاتفاقيات التي لم تحقق الأهداف المرجوة، بل عززت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وأحبطت تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال.

أحد الجوانب التي يغفل عنها المتصهينون العرب هو أن التيار الأكثر تطرفًا في إسرائيل هو الذي رفض اتفاقيات أوسلو بشكل قاطع. في عام 1995، اغتال المتطرف الإسرائيلي إيغال عامير رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، بسبب توقيعه على الاتفاقية. هذا الاغتيال كان دليلاً واضحًا على أن التيار اليميني الإسرائيلي لم يكن مستعدًا لتقديم أي تنازلات حقيقية للفلسطينيين.

ومع استمرار الاستيطان ورفض التيار اليميني الإسرائيلي لأي حل سلمي، باتت آفاق السلام في المنطقة أكثر ضبابية من أي وقت مضى. ومع ذلك، يستمر المتصهينون العرب في الترويج لأوهام السلام، متجاهلين حقائق الواقع المرير الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت نير الاحتلال.

إن الصهاينة العرب، بدفاعهم المستميت عن سياسات إسرائيل، يشكلون امتدادًا للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. فهم يسهمون في تبرير جرائم الاحتلال، ويعملون على تلميع صورة إسرائيل في العالم العربي، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى كل دعم عربي ودولي لنيل حقوقهم المشروعة.

في ظل هذه المواقف المخزية، تبرز أهمية دعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، لأنها تمثل الصوت الحقيقي للشعب الفلسطيني، الذي يرفض العيش تحت نير الاحتلال، ويصر على استعادة حقوقه المشروعة.

يمكنك ايضا قراءة الخبر في المصدر من اخبار ليبيا 24

عن مصدر الخبر

اخبار ليبيا 24