كشفت صحيفة «الوسط» الليبية في تقرير موسّع، عن حالة من الغموض تحيط بتفاصيل الاتفاق الأمني بين حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة وجهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، والذي جرى تحت وساطة تركية، وسط تصاعد التوترات الأمنية والسياسية في العاصمة طرابلس.
ورغم مرور أسبوع على بدء تنفيذ الاتفاق غير المعلن رسميًا، لا تزال بنوده غير واضحة، في وقت يواصل الدبيبة الضغط لتسليم مطار معيتيقة والسجون التابعة للجهاز، بالإضافة إلى المطلوبين للنيابة العامة، ضمن مساعيه لتقليص نفوذ الردع في المرافق الحيوية.
قرارات حكومية وتحركات رئاسية:
بالتزامن مع اجتماع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بلجنة الترتيبات العسكرية، أعلن الدبيبة سلسلة قرارات أبرزها فصل مطار معيتيقة المدني عن القاعدة العسكرية، وتكليف لجنة بتنفيذ القرار خلال أسبوع، ما يعكس تصاعد النزاع على النفوذ بين الحكومة وجهاز الردع بقيادة عبدالرؤوف كارة.
أنباء عن إعادة توزيع المهام الأمنية:
تداولت مصادر محلية أنباء عن تولي كتيبة أمنية محايدة تابعة للمجلس الرئاسي مهمة تأمين المطار، ونقل إدارة السجون إلى وزارة العدل والشرطة القضائية، وسط خلاف مكتوم بين الدبيبة والمنفي حول صلاحيات التعيين، خاصة بعد تسريب قرار بتعيين اللواء عطية الفاخري رئيسًا لجهاز الشرطة القضائية، وهو ما رفضه الدبيبة.
الدور التركي في تهدئة التوترات:
برزت الوساطة التركية كعامل حاسم في احتواء التصعيد، حيث أكدت وسائل إعلام رسمية تركية أن جهاز الاستخبارات التركي لعب دورًا رئيسيًا في التوصل إلى توافق بين الطرفين، وهو ما أيده مستشار المجلس الرئاسي زياد دغيم، مشيرًا إلى أن تركيا كانت الطرف الوحيد الذي يحظى بثقة الجانبين.
تحولات في السياسة التركية تجاه ليبيا:
وفي تصريحات للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أكد أن بلاده تسعى لحوار بنّاء بين شرق وغرب ليبيا، مشيرًا إلى تطور العلاقات مع المشير خليفة حفتر، وفتح قنوات دبلوماسية تشمل بنغازي، في إطار تعزيز المصالح التركية في شرق المتوسط، خاصة فيما يتعلق باتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية.
تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية:
شهدت الساحة الليبية تحركات متزامنة، أبرزها لقاء رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد خليفة بنظيره في القيادة العامة الفريق أول خالد حفتر، لبحث التعاون العسكري، إلى جانب إعلان روسيا استعدادها لدعم جهود الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسات الليبية، بشرط أن يكون الدور الليبي هو المحوري في العملية السياسية.
خلاصة المشهد الليبي:
ورغم هذا الحراك المكثف، يرى مراقبون أن الأزمة الليبية لا تزال تدور في حلقة مفرغة، مع غياب اختراق سياسي حقيقي، واستمرار الانقسامات بين الأطراف الفاعلة، ما يهدد استقرار البلاد ويؤجل فرص الحل الشامل.